السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
مهمة بيل كلينتون السرية الى كوريا الشمالية اعدت منذ اشهر
يبدو ان الزيارة المفاجئة التي قام بها الرئيس الاميركي الاسبق بيل كلينتون الى كوريا الشمالية جاءت ثمرة اربعة اشهر من المفاوضات والتحضير بهدف التوصل الى الافراج عن الصحافيتين الاميركيتين اللتين كانتا مسجونتين في هذا البلد.
وقد روى مسؤولون اميركيون كبار طلبوا عدم كشف هويتهم الجهود الدبلوماسية المكثفة التي افضت الى اطلاق سراح الصحافيتين لورا لينغ ويونا لي اللتين اوقفتا في اذار/مارس وحكم عليهما في حزيران/يونيو بالسجن 12 عاما مع الاشغال الشاقة لعبورهما الحدود الكورية الشمالية بدون اذن.
وكانت كوريا الشمالية التي تسعى الى كسب شرعية والتي اشتدت عزلتها على الساحة الدولية بعد تجربتها النووية واطلاقها صواريخ، طلبت تحديدا من بيل كلينتون القيام بهذه الزيارة.
كذلك لعب آل غور نائب الرئيس السابق في عهد كلينتون واحد مؤسسي محطة التلفزيون كرنت تي في التي تعمل الصحافيتان لها، دور همزة الوصل بين عائلتي الشابتين والحكومة الاميركية.
وقد تريث بيل كلينتون ايضا للحصول على ضمانة بان زيارته تتمتع بفرصة للنجاح قبل ان يوافق على المهمة بحسب هؤلاء المسؤولون.
وخلال زيارته القصيرة الى بيونغ يانغ اجرى بيل كلينتون اجتماعا استغرق ساعة وربع الساعة مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ ايل الذي اضطر لمجابهته خلال سنواته الثماني في البيت الابيض لكنه لم يلتقه ابدا من قبل.
ثم تناول الرئيس الاميركي الاسبق العشاء خلال ساعتين معه بحسب المسؤولين الاميركيين الذين رفضوا الافصاح عما اذا كان كلينتون نقل معلومات عن احد الانظمة الاكثر غموضا وسرية في العالم.
والادارة الاميركية مهتمة خصوصا بالوضع الصحي للزعيم الكوري الشمالي الذي كثرت الشائعات حول مرضه العام الماضي وحول تحضير نجله الثالث كيم جونغ اون لخلافته.
وفي منتصف تموز/يوليو اسرت الصحافيتان لعائلتيهما في مكالمة هاتفية ان بيونغ يانغ مستعدة للعفو عنهما ان توجه الرئيس الاسبق بيل كلينتون بنفسه الى هذا البلد لطلب الافراج عنهما.
وفي اخر عطلة اسبوع من شهر تموز/يوليو طلب مسؤولون كبار في ادارة الرئيس باراك اوباما من كلينتون ان كان مستعدا للقيام بهذه المهمة.
ووافق كلينتون الذي ينشط اليوم في المجال الانساني لكن ان كانت مهمته تتمتع ب"فرصة معقولة" لتتكلل بالنجاح، كما اوضح احد المسؤولين.
وخلال هذا الوقت كانت ادارة اوباما تجري مفاوضات مكثفة في الكواليس عبر سفارة السويد في بيونغ يانغ، علما بان واشنطن وكوريا الشمالية لا تقيمان علاقات دبلوماسية.
وقال مسؤول كبير "خلال تلك المحادثات تم التوضيح بان زيارة الرئيس الاسبق كلينتون ليست مرتبطة باي حال من الاحوال بالملف النووي" الكوري الشمالي.
واضاف "ان الكوريين الشماليين اكدوا مباشرة انهم يوافقون على ان تكون الزيارة خاصة وتركز حصرا على الهدف الانساني للافراج عن الاميركيتين".
واجرى بيل كلينتون اجتماعا اخيرا للاطلاع على ملف الصحافيتين مع مسؤولين في الادارة الاميركية السبت في مقر اقامته في واشنطن.
ولم يتحدث الرئيس الاسبق الذي تتولى زوجته هيلاري كلينتون حقيبة الخارجية في الادارة الحالية، بشأن مهمته الى كوريا الشمالية مع اوباما قبل توجهه الى بيونغ ياغ كما اوضح المتحدث باسم البيت الابيض روبرت غيبس.
واعتبر البعض وبينهم السفير الاميركي السابق في الامم المتحدة جون بولتون ان ادارة اوباما تكافىء كوريا الشمالية على سلوكها السيء بارسالها بيل كلينتون للتفاوض بشأن اطلاق سراح الصحافيتين.